إذا كنت تعاني من الصلع أو الشعر الخفيف، فبالتأكيد قد طرأ إلى ذهنك الخضوع لعمليات زراعة الشعر، في هذا المقال ستتعرف على كل ما يهمك حول طريقة زراعة الشعر والتقنيات المستخدمة، والآثار الجانبية وكيفية الاستعداد لهذه العملية.
ما هي زراعة الشعر؟
زراعة الشعر تقع ضمن عمليات التجميل، وتهدف إلى إعادة إنبات الشعر في المناطق التي تخلو منه، في فروة الرأس، سواء كان سبب تساقط الشعر هو الصلع الوراثي، أو التعرض لإصابة أو حروق في فروة الرأس.
وتتضمن هذه العملية استخراج بصيلات الشعر، والتي تسمى بوحدات الزراعة من الجزء الخلفي من الرأس أو من الذقن، أو من جزء آخر من أجزاء الجسم، وإعادة زراعتها مرة أخرى في المنطقة التي تخلو من الشعر، وهي ما تسمى أيضًا بالمنطقة المستقبلة.
تقنيات زراعة الشعر
على الرغم من أن هناك عدة تقنيات متطورة وحديثة لزراعة الشعر، إلا أن معظم هذه التقنيات مبنية على تقنيتين أساسيتين، وهما:
تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف
تتضمن طريقة زراعة الشعر بهذه التقنية استخراج بصيلات الشعر باستخدام تقنية الاقتطاف FUE، عن طريق عمل المئات أو الآلاف من الثقوب والفتحات في المنطقة المانحة، والتي غالباً ما تكون الجزء الخلفي من فروة الرأس، ثم يتم استخراج وحدات الزراعة من المنطقة المانحة من خلال هذه الفتحات، ثم يتم عمل فتحات أخرى في المنطقة المستقبلة، وزراعة وحدات الزراعة أو بصيلات الشعر فيها.
تقنية زراعة الشعر بالشريحة
تختلف هذه التقنية عن سابقتها في أنه بدلاً من استخراج وحدات الزراعة من خلال الثقوب، يتم استخدام مشرط جراحي لإزالة جزء من نسيج فروة الرأس، يتراوح طوله بين 15.24 سم لـ 25.25 سم، حيث يحمل هذا النسيج وحدات الزراعة، ثم يتم غلق الجرح الناتج بالغرز الجراحية، وفي الغالب ما يغطيها الشعر عند نموه.
وبعد ذلك يتم فصل هذا النسيج إلى قطع صغيرة، تصل إلى 2000 قطعة أو وحدة زراعة، وقد تحمل كل وحدة من هذه الوحدات شعرة واحدة أو أكثر.
ثم يقوم الطبيب بعمل فتحات أو ثقوب صغيرة في المنطقة المستقبلة، باستخدام إبرة أو شفرة، وزراعة وحدات الزراعة في هذه الثقوب بزوايا واتجاهات محددة، وفي الأماكن التي يتم تحديدها، قبل البدء في إجراء العملية.
تقنيات زراعة الشعر الحديثة
تعتبر كل التقنيات الحديثة المستخدمة في زراعة الشعر، هي تقنيات مستحدثة ومتطورة من تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف، وتتضمن ما يلي:
أقلام تشوي
طريقة زراعة الشعر بتقنية أقلام تشوي تتضمن استخراج وحدات الزراعة، باستخدام أداة دقيقة ومصممة خصيصاً وذات قُطر صغير للغاية لهذا الغرض، حيث تقوم هذه الأداة والتي تسمى بقلم تشوي، بعمل الثقوب المراد زراعة البصيلات فيها أو استخراج البصيلات منها بالعمق والقطر المطلوب.
وتتميز هذه التقنية، بأن المريض لا يستغرق الكثير من الوقت للتعافي، ولا تترك أي آثار أو ندوب تُذكر في أماكن الثقوب والفتحات، ولا يشعر المريض بأي آلام إطلاقاً أثناء إجراء زراعة الشعر بهذه التقنية أو بعدها.
زراعة الشعر بتقنية السفير
تتضمن هذه التقنية استخدام شفرة مصنوعة من الياقوت، أو ما يسمى بالسفير، بدلاً من الشفرات التقليدية، المستخدمة في تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف.
وتساعد هذه الشفرات على عمل ثقوب أدق وذات قطر أصغر من فتحات الشفرات العادية، مما يساعد على تثبيت جذور الشعر ووحدات الزراعة في أماكنها، وانخفاض احتمالية تحريكها لأي سبب بعد العملية، كما أنها لا تترك آثاراً أو ندوب، نظراً لصغر قُطر الفتحات الذي يُقدر بالميكرو مترات.
زراعة الشعر بالخلايا الجذعية
الخلايا الجذعية تتميز بقدرتها على التحول إلى أنواع أخرى من الخلايا، وفي هذه التقنية يتم إزالة جزء من النسيج باستخدام شفرة دائرية، وفصل الخلايا الجذعية عنه باستخدام الطرد المركزي، ثم يتم حقن هذه الخلايا في المناطق المراد زراعتها، وتعتبر هذه التقنية من أحدث تقنيات زراعة الشعر.
زراعة الشعر بالروبوت
في هذه التقنية يتولى روبوت متخصص في زراعة الشعر جزء من العملية، حيث يتكون هذا الروبوت من ذراع آلية ونظام ذكي ومتطور، يقوم هذا النظام بفحص فروة الرأس، وتكوين صورة افتراضية تحاكي شكل المريض بعد زراعة الشعر، ثم يقوم هذا الروبوت باستخراج أفضل بصيلات شعر صالحة للزراعة من المنطقة المانحة.
ولكن لا تُستخدم هذه التقنية، إلا مع الأشخاص أصحاب الشعر الداكن والمفرود، حيث لم تُبدي نجاحاً في أنواع وألوان الشعر الأخرى.
فيديو يوضح خطوات عماية زراعة الشعر الطبيعي
طريقة زراعة الشعر
إليك الخطوات التي تتم خلالها عملية زراعة الشعر:
الاستعداد لزراعة الشعر
يقوم الطبيب بعدة فحوصات لفروة الرأس، وحالة المريض الصحية، ومن خلال هذه الفحوصات، يقوم الطبيب بتحديد أماكن زراعة الشعر وتحديد مكان خط الشعر الأمامي، وعدد البصيلات أو وحدات الزراعة التي سيحتاجها المريض.
إعداد المنطقة المانحة
يتم حلاقة المنطقة المانحة وتنظيفها جيداً، ثم يقوم الطبيب بحقن هذه المنطقة بمخدر موضعي، لضمان عدم الشعور بالألم أثناء استخراج البصيلات.
استخراج بصيلات الشعر
يقوم الطبيب باستخراج بصيلات الشعر، باستخدام التقنية المناسبة والتي تم الاتفاق عليها قبل إجراء العملية، فقد تكون باستخدام تقنية الشريحة أو تقنية الاقتطاف، أو التقنيات المتطورة من تقنية الاقتطاف، مع خياطة أي جروح ناتجة عن العملية، وفي الغالب يقوم الشعر المحيط بتلك المنطقة بتغطية أي جروح أو غرز جراحية أو آثار للعملية.
إعداد وحدات الزراعة
يتم الاحتفاظ بوحدات الزراعة في محاليل مغذية ومخصصة، للحفاظ على وحدات الزراعة، ثم يتم إعدادها باستخدام ميكروسكوبات دقيقة.
إعداد المنطقة المستقبلة
يتم إعداد المنطقة المستقبلة أو المراد زراعتها عن طريق حقن مادة مخدرة، ثم عمل فتحات وثقوب باستخدام الأداة المناسبة تبعاً للتقنية المستخدمة.
زراعة بصيلات الشعر
يتم زراعة كل وحدة من الوحدات في الثقوب المخصصة لها في فروة الرأس تبعاً لكثافتها، حيث يتم زراعة الوحدات الأقل كثافة في خط شعر الأمامي، والأكثر كثافة في الأجزاء التي تلي خط الشعر الأمامي، كما يتم ذلك أيضاً تبعاً للعلامات التي تم تحديدها قبل العملية.
التعافي بعد العملية
نظرًا لأن هذه العملية بسيطة، فإن الجسم لا يستغرق الكثير من الوقت للتعافي منها، وقد يصف الطبيب بعد عملية زراعة الشعر بعض المسكنات والمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب، للسيطرة على أي آثار جانبية قد تحدث، يمكن أيضاً استخدام بعض الأدوية التي تحفز نمو الشعر، مثل الفيناسترايد والمينوكسيديل.
كيف يتم تحديد عدد بصيلات الشعر المطلوبة؟
في الغالب يبلغ متوسط عدد بصيلات الشعر التي يتم زراعتها حوالي 1500 بصيلة، ولكن يتم تحديد عدد بصيلات الشعر أو وحدات الزراعة طبقاً لعدة عوامل، وهي:
- مساحة المنطقة المراد زراعتها، ودرجة الصلع فيها.
- مدى جودة الشعر في المنطقة المانحة للبصيلات.
- التقنية المستخدمة في زراعة الشعر.
- كمية الشعر المتوقع سقوطها في المستقبل.
- ميزانية المريض، الذي يرغب في الخضوع للعملية.
متى يتم اللجوء لعمليات زراعة الشعر؟
يتم اللجوء لعمليات زراعة الشعر بمختلف تقنياتها في الحالات التالية:
- الصلع الوراثي لدى الرجال والنساء.
- النساء اللاتي يعانين من الشعر الخفيف، والتساقط الشديد.
- التعرض للإصابات أو الحروق في فروة الرأس.
كيفية التحضير لعمليات زراعة الشعر
بعد أن تعرفت على طريقة زراعة الشعر تعرف على بعض الخطوات الهامة في التحضير لعمليات زراعة الشعر:
- توقف عن التدخين لمدة 24 ساعة على الأقل قبل العملية، لأن التدخين قد يتسبب في بطء التئام الجروح الناتجة عن العملية، كما يطيل فترة التعافي.
- توقف عن تناول أدوية الضغط ومضادات الاكتئاب، والأدوية المسيلة للدم وحاصرات بيتا قبل العملية، وذلك تحت إشراف الطبيب بالتأكيد.
- تجنب تناول المكملات الغذائية قبل أسبوعين على الأقل من العملية، لأنها أيضاً قد تؤثر على فترة التعافي.
- قم بتدليك فروة الرأس يومياً ولمدة 20 دقيقة، حيث يساعد التدليك على تعزيز الدورة الدموية في فروة الرأس، وجعلها أكثر مرونة وليونة.
عوامل نجاح عملية زراعة الشعر
يعتمد نجاح عملية زراعة الشعر على العوامل التالية:
- السبب الأساسي وراء الصلع وتساقط الشعر.
- مدى خبرة ومهارة الطبيب المسؤول عن القيام بهذه العملية.
- مدى كثافة الشعر الموجود في المنطقة المانحة.
الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة لزراعة الشعر
في بعض الحالات يظهر عدد من الآثار الجانبية للعملية، وتتضمن ما يلي:
النزيف
تبعاً لطريقة زراعة الشعر والتقنية المتبعة، قد يلاحظ البعض حدوث نزيف في الجروح أو الفتحات الموجودة في فروة الرأس، كما يمكن إصابة تلك الجروح بالعدوى، لذلك إذا لاحظت أي أعراض للعدوى مثل التورم أو الاحمرار أو الالتهاب، فتوجه فوراً إلى الطبيب.
الألم والتورم
قد يشعر المريض ببعض الألم ويلاحظ تورم في فروة الرأس بعد العملية، وهو ما يدفع الأطباء إلى وصف المسكنات ومضادات الالتهاب والتورم، وفي الغالب ما يهدأ هذا الألم بعد عدة أيام.
التنميل
أحد أكثر الآثار الجانبية شيوعاً لزراعة الشعر هو الشعور بالتنميل في فروة الرأس، وغالباً ما يزول هذا الشعور من تلقاء ذاته، ولكن إذا استمر هذا الشعور بدون توقف، فمن الأفضل استشارة الطبيب، فقد يحدث تلف للأعصاب أثناء العملية.
الندوب
إذا كانت طريقة زراعة الشعر هي طريقة أو تقنية الشريحة، ففي الغالب يمكن أن تظهر بعد الندوب وآثار الجروح، في المنطقة المانحة، ويمكن علاج هذه المشكلة عن طريق صبغ فروة الرأس المجهري.
تكلفة عملية زراعة الشعر
تختلف التكلفة الكلية لعمليات زراعة الشعر من دولة لأخرى، ومن مركز طبي لآخر، ولكنها في الغالب تتراوح بين 4000 لـ 15000 دولار للجلسة الواحدة، ويمكن أن تزداد أو تقل هذه التكلفة تبعاً للعوامل التالية:
- مدى خبرة الطبيب المختص.
- عدد بصيلات الشعر الذي سيتم فصلها وزراعتها.
- تقنية وطريقة زراعة الشعر.
ونظراً لأن ارتفاع التكلفة قد يجعل البعض يتراجع عن فكرة إجراء عملية زراعة الشعر، فإن بعض المراكز الطبية أتاحت خدمة زراعة الشعر بالتقسيط حتى يتمكن الكثيرون من إجرائها بكل سهولة.
نصائح ما بعد عملية زراعة الشعر
بعد معرفة كل ما يخص طريقة زراعة الشعر والتكلفة المتوقعة لهذه العملية، تعرف على بعض النصائح التي ستساعدك على التغلب على معظم الآثار الجانبية لهذه العملية:
- احرص على النوم مع رفع الرأس على وسادة أعلى من مستوى الجسم قليلاً، حتى لا تتورم فروة الرأس.
- تجنب تماماً النوم على البطن، حتى لا تتحرك البصيلات الموجودة في خط الشعر الأمامي، نتيجة الاحتكاك مع الوسادة.
- احرص على عدم لمس فروة رأسك تماماً أو حتى غسلها، قبل مرور 48 ساعة على الأقل من العملية، حتى لا تتسبب في تحريك بصيلات الشعر من أماكنها.
- احرص على استخدام الأدوية التي يصفها الطبيب بانتظام، وبالمواعيد والجرعات التي يحددها الطبيب.
- إذا لاحظت تورم أو نزيف بسيط في فروة الرأس، يمكنك الضغط على المنطقة المتورمة، باستخدام قطعة من القطن، لمدة 5 لـ 10 دقائق.
- إذا كنت ترغب في إخفاء بصيلات الشعر المزروعة، فحاول إبقاء شعرك طويلاً، حتى ينمو الشعر المزروع.
- تجنب ممارسة أي تمارين رياضية في الأسبوع الأول بعد العملية.
- قم باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، لتغذية بصيلات الشعر المزروعة وتحفيزها على إنبات الشعر، وحماية الشعر من التساقط، كما أن ذلك سيساعد على تقليل فترة التعافي والتئام الجروح.
وفي نهاية مقالنا عزيزي القارئ بعد أن تعرفت على طريقة زراعة الشعر وتكلفة العملية وآثارها الجانبية المحتملة، تعرف على بعض الأسئلة والأجوبة التي قد تهمك حول هذا الموضوع.
أسئلة وأجوبة حول زراعة الشعر
ما هي أضرار زراعة الشعر الطبيعي؟
تتمثل الأضرار أو الآثار الجانبية لزراعة الشعر الطبيعي في بعض التورم، والنزيف البسيط والآلام التي تلي العملية، ولكن يمكن السيطرة على هذه الآثار باستخدام الأدوية التي يصفها الطبيب.
ما هي أهم التعليمات بعد عملية زراعة الشعر؟
أهم التعليمات تتضمن الحرص على استخدام الأدوية والمضادات الحيوية التي يصفها الطبيب بعد العملية، وعدم لمس أو غسل فروة الرأس لمدة يومين أو 3 أيام على الأقل، كما يجب تجنب ممارسة أي أنشطة أو تمارين لمدة أسبوع أو أكثر بعد العملية.
ما هي تكلفة زراعة الشعر في مصر؟
تتراوح تكلفة عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف من 800 لـ 2500 دولار، أما زراعة الشعر بتقنية الشريحة فتتراوح تكلفتها بين 500 لـ 1500 دولار، وهي ما تعتمد بشكل أساسي على المركز الطبي المسؤول عن العملية، وعلى نوعية المادة المخدرة المستخدمة أثناء العملية، والفحوصات التي تسبق العملية.
