معظم علاجات الثعلبة المعروفة حتى الآن تهدف إلى إعادة إنماء الشعر في البقع المصابة، ولكنها لا تساعد على علاج الثعلبة بشكل نهائي، مما يدفع البعض إلى اللجوء لعمليات زراعة الشعر، لتتعرف على الثعلبة وزراعة الشعر وهل تعتبر زراعة الشعر علاج فعال في حالات الثعلبة؟ تابع معنا هذا المقال.
أسباب مرض الثعلبة
في بادئ الأمر دعنا نتعرف على الثعلبة والأسباب والعوامل المؤدية للإصابة بها، حيث أن الثعلبة هي مرض من أمراض المناعة الذاتية، وفيها تقوم الخلايا المناعية بمهاجمة بصيلات الشعر، مما يتسبب في تساقطها، وظهور فراغات في فروة الرأس.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن تحديد السبب وراء حدوث هذا الخلل في الجهاز المناعي، إلا أن هناك عدد كبير من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث هذه المشكلة، وتتضمن ما يلي:
- الإصابة بالربو.
- وجود تاريخ مرضي للعائلة مع أمراض المناعة، وإصابة أحد أقارب الدرجة الأولى بالثعلبة.
- الإصابة بفقر الدم الخبيث.
- الحساسية الموسمية.
- الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية.
- الإصابة بالبهاق.
أعراض الثعلبة
يتساءل البعض كيف يمكن التفرقة بين تساقط الشعر والثعلبة؟ .. أبرز الأعراض التي تجعلك تعتقد أنك مصاب بالثعلبة، هي وجود بقع في فروة الرأس تخلو من الشعر، وتبلغ مساحة هذه البقع عدة سنتيمترات فقط لا أكثر، كما يمكن أيضاً ملاحظة تساقط الشعر في الحواجب والذقن والرموش، في البداية يلاحظ المريض تساقط كمية من الشعر على الوسادة بعد الاستيقاظ من النوم أو أثناء الاستحمام.
ولكن لا يمكن الاعتماد على تساقط الشعر فقط في الكشف عن الثعلبة وتشخصيها، لأن معدل تساقط الشعر يختلف من شخص لآخر، كما أن نمط تساقط الشعر عند الإصابة بالثعلبة يختلف أيضاً من شخص لآخر، فالبعض يمكن أن يعاني من التساقط في بقع صغيرة وقليلة في فروة الرأس، والبعض الآخر يمكن أن يعاني من وجود بقع خالية من الشعر في أجزاء مختلفة من الجسم مثل الذراعين والساقين وفروة الرأس.
كيف يمكن تشخيص الثعلبة؟
يتم تشخيص مرض الثعلبة عن طريق فحص طبيب الجلدية المختص لبصيلات الشعر في المناطق التي أصابها الصلع، أو البقع الفارغة من الشعر، وفحص بصيلات الشعر المحيطة أيضاً بهذه المناطق، وللكشف عن أي مشكلة أو تغيرات غير طبيعية فيها.
كما يمكن أن يختبر الطبيب الشعر المتبقي في المناطق الفارغة من الشعر، عن طريق شده بدرجة بسيطة، لمعرفة ما إذا كان سيتساقط بسهولة أم لا، كما يقوم بفحص الأظافر أيضاً.
طرق علاج الثعلبة
حتى الآن لم يتم اكتشاف علاج نهائي وفعال في حالة الإصابة بالثعلبة، حيث يمكن أن يعود الشعر للنمو مرة أخرى من تلقاء نفسه، ثم يبدأ في التساقط مرة أخرى، ولكن هناك بعض العلاجات التي تساعد على إعادة نمو الشعر مرة أخرى، وهي تتضمن ما يلي:
كورتيكوستيرويد
الكورتيكوستيرويد أو الكورتيزون هو مضاد للالتهاب يتم وصفه في حالات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ويمكن استخدام هذا الدواء بحقنه مباشرةً في فروة الرأس، أو في صورة كريمات ومراهم أو يمكن استخدامه في صورة حبوب تؤخذ عن طريق الفم.
العلاج المناعي الموضعي
تتضمن هذه التقنية استخدام بعض المواد الكيميائية على فروة الرأس مباشرةً، في البقع الخالية من الشعر، وتتسبب هذه المواد الكيميائية في ظهور ردود أفعال تحسسية تجاهها، وهو ما يحث الشعر على النمو مرة أخرى.
المينوكسيديل
المينوكسيديل من العلاجات الموضعية التي تستخدم مباشرة على فروة الرأس، أو على البقع الأخرى في الحواجب أو الذقن مرتين في اليوم، حيث يعمل المينوكسيديل على تحفيز بصيلات الشعر على النمو، ويمكن ملاحظة النتائج خلال 12 أسبوع من الاستخدام.
العلاج الضوئي
العلاج الضوئي أو العلاج الضوئي الكيميائي كما يطلق عليه، هو عبارة عن توجيه إشعاع للبقع التي سببتها الثعلبة، وتحفيز نمو الشعر فيها مرة أخرى، وفي الغالب ما يستخدم هذا العلاج مع نوع آخر من العلاجات التي تؤخذ عن طريق الفم.
العلاجات الطبيعية
على الرغم من أن الوصفات الطبيعية المنزلية لا تستند على أسس علمية في علاج الثعلبة، إلا أن الكثير من الأشخاص يعتقدون أنها تُجدي نفعاً، وتساعد على نمو الشعر في البقع الفارغة، مثل تدليك عصير البصل أو عصير الثوم أو زيت اللوز أو زيت الروزماري أو العسل أو حليب جوز الهند في هذه البقع.
علاجات أخرى
يلجأ البعض إلى علاجات أخرى مثل:
- العلاج العطري.
- الوخز بالإبر.
- تدليك فروة الرأس.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الزنك والبيوتين.
- استخدام الأعشاب مثل الجنسنج والشاي الأخضر والبلميط المنشاري.
الثعلبة وزراعة الشعر
هل يمكن علاج الثعلبة بزراعة الشعر؟ وما هي خطورة زراعة الشعر؟ .. هذه الأسئلة غالباً ما تخطر ببال الكثير من الأشخاص من مرضى الثعلبة، رغبة في معرفة الحل النهائي لهذه المشكلة الصعبة والمزعجة، والتي تؤثر على الحالة النفسية للمريض بسبب الشكل غير الطبيعي للشعر، ولمعرفة إجابة هذه التساؤلات يجب استشارة الطبيب أولاً كما يمكن أن يساعد معرفة تجارب الآخرين في زراعة الشعر الطبيعي في أخذ قرار زراعة الشعر.
ولكن فيما يتعلق بالثعلبة وزراعة الشعر فإنها لا تُجدي نفعاً مع كل الحالات، ولكنها تقتصر على شروط معينة يجب أن تتوافر في المريض، حيث يمكن إجراء زراعة الشعر بالاقتطاف في حالة وجود كمية كافية من الشعر في المنطقة التي سيتم استخراج بصيلات الشعر منها، أو بمعنى آخر في حالات الإصابة بالثعلبة الموضعية أو فقدان الشعر الموضعي.
ولا يقتصر الأمر فقط على وجود العدد الكافي من بصيلات الشعر لتغطية البقع الفارغة، بل أن تكون هذه البصيلات قادرة على إنبات شعر صحي وطبيعي بعد الزراعة، وتظهر نتائج العملية خلال 9 لـ 12 شهر.
أما في حالة الثعلبة الكلية أو الشاملة، فغالباً لا يمكن إجراء عمليات زراعة الشعر، على الرغم من أنه يمكن الحصول على بصيلات الشعر من مناطق أخرى من الجسم مثل الصدر، إلا أن النتائج لن تكون مرضية بالقدر الكافي، لأن خصائص الشعر الذي ينمو في الصدر، تختلف عن شعر الرأس.
والآن عزيزي القارئ بعد أن تعرفت على كل ما يتعلق بمرض الثعلبة وزراعة الشعر وتعرفت على أسباب الإصابة بها، فمن الأفضل أن تستشير طبيبك أولاً قبل البدء في استخدام أي علاج من علاجات الثعلبة المعروفة، لتجنب أي آثار جانبية في حالة إذا كان العلاج المستخدم غير مناسب لحالتك الصحية.
أسئلة وأجوبة حول الثعلبة وزراعة الشعر
كيف أعرف أنها ثعلبة؟
الأعراض التي يمكن ملاحظتها لمعرفة الثعلبة، هي تساقط كتل من الشعر ووجود بقع أو مناطق في فروة الرأس خالية تماماً من الشعر، وفي هذه الحالة يجب الذهاب للطبيب للقيام ببعض الفحوصات للتأكد من هذه الحالة.
متى يبدأ ظهور الشعر بعد الثعلبة؟
يستغرق نمو الشعر بعد الثعلبة من 6 لـ 12 شهر، باختلاف معدل نمو الشعر من شخص لآخر، واختلاف الطرق المستخدمة في التعامل مع الثعلبة.
ما علاج الثعلبة الخبيثة؟
يمكن علاج الثعلبة الخبيثة أو فقدان الشعر بالكامل باستخدام علاجات موضعية، مثل السيكلوسبورين الذي يستخدم لتثبيط الجهاز المناعي مع استخدام أدوية الستيرويدات الأخرى.
